اسدل الستار على الدورة التاسعة لمهرجان فن الاداء بطريق بني خداش بمدينة مدنين بعدما ان تواصل على امتداد أربعة أيّام من 20 إلى 23 نوفمبر 2025 بإدارة الأستاذ “كريم خرشوفي”، تضمّنت هذه الدورة بحسب الاستاذ كريم الخرشوفي لمراسلنا ميمون التونسي برمجة تمّ انتقاؤها بعناية تعكس جديّة ودرجة من الوعي للنّهوض بالشّأن الثّقافي بالجهة والإرتقاء بالذّوق الجمالي واستقطاب أكثر عدد من الشّباب؛ تكوينا ومشاركة وإدماجا.
وذلك تفعيلا ملموسا لهدف كسر المركزيّة الثقافيّة الذي تشتغل عليه وزارة الثّقافة، بالإنفتاح أكثر على المناطق الداخليّة إنطلاقا من حيّ شعبيّ بطريق بني خداش بمدنين أين يوجد مقرّ جمعيّة المسرح والفضاء الثّقافي المسرح الصّغير ومنه إلى مناطق أو مؤسّسات أو فضاءات أخرى. واضاف ان هذه الدّورة افتتحت بمعرض للفنّ التّشكيلي بفضاء المسرح الصّغير بتوقيع الفنّانة “سحر البارودي” كعضو منخرط ضمن “الجمعيّة العامّة للقاصرين عن الحركة العضويّة فرع بني خداش” ، والذي لاقى استحسانا وإشادة كبيرين من الزوّار الذين توافدوا على الفضاء طيلة أيّام المهرجان. وتمّ تقديم عرض قياسي في فنّ الأداء من تقديم نشطاء المسرح الصّغير من فئة الحاملين للإعاقة العضويّة بعنوان “إلى متى؟” وهي عرض مسرحي صغير يتناول قضاياهم وآمالهم في الظّفر بالتفاتة تعيد لهم الأمل في نيل درجة من العيش الكريم. ليتجدّد بذلك حرص المشرفين علي المهرجان على احتواء كلّ الفئات واحتضان كلّ المواهب التي تستحقّ أن ترى النّور. ليتمّ على إثره تقديم عرض مسرحي تحدّى العراقيل بماهو نوع مسرحي يعرض بالفضاءات المفتوحة ولطبيعة الأحوال الجويّة التي تحول دون ذلك تمّ تقديم العرض بفضاء المسرح الصّغير وعلى الرّغم من هذه النّقلة المفاجئة تمّ العرض في ظروف طيّبة وأجواء ممتعة تشاركها الممثلّين والمتفرّجين معا بحسب ذات المصدر .
وقد واكب “طارق المحضاوي” المندوب الجهوي للشّؤون الثقافيّة بمدنين فعاليات هذا اليوم الإفتتاحي كالتفاتة لمتابعة النّشاطات الثقافيّة بالجهة. كما تخللّت هذه البرمجة جملة من العروض المسرحيّة على غرار عرض “الدّرس” باخراج “جمال ساسي”، عرض “إعترافات” باخراج “ريحانة عباس” والذين أبدوا إعجابا بظروف العرض وبنوعيّة الجماهير المتفرّجة، وهو ما يعكس الجهود المبذولة طيلة سنين من العمل على تهذيب الذّائقة الفنيّة والحس الجمالي والتّدريب على الفرجة.
كما تضمّنت هذه البرمجة تربّصا في “مهارات فنّ التّمثيل” والذي امتدّ طيلة يومين بتأطير الأستاذ “زهير بن تردايت” الذي أبدى إعجابا وانبهارا بالطّاقات الشبابيّة المتعطّشة لفنّ المسرح، وذلك بالمدرسة الإعداديّة “حي الزيتوني” بـطريق بني خداش-مدنين كخطوة أخرى للإنفتاح على الفضاءات المغايرة، دفاعا عن فكرة أهميّة النّشاط الثّقافي داخل المؤسّسات التربويّة وتفعيلا لإتفاقيّة الشّراكة القائمة بين “جمعيّة المسرح الصّغير” ووزارة التربية الذي تجسّد أيضا من خلال رسم لجداريّة من توقيع الفنّان “بلال الرواحي” داخل نفس المدرسة، والذي امتدّ طيلة ثلاثة أيّام. أختتمت هذه النّسخة من “مهرجان فنّ الأداء” لسنة 2025 بانهاء لرسم جداريّة وتقديم عرض مسرحي بعنوان “الجدار” من انتاح “جمعيّة المسرح الصّغير ” وإخراج “كريم خرشوفي، والذي يحاكي الواقع التّربوي إشكالا وحلولا، كدعوة للنّظر بجديّة لمعضلة الواقع الإجتماعي في علاقته بالواقع التّربوي.
وواكب الإختتام “وليد الطبوبي” والي مدنين، وعدد من المسؤولين إلى جانب المشاركين والمجنّدين لإنجاح هذه الدّورة. وفي سياق متصل تمّ عقد اجتماع تقيّيمي عقب انتهاء المهرجان بتاريخ الإثنين 24 نوفمبر 2025 والذي نوقشت فيه أهمّ النّقاط التي من شأنها أن ترتقي أو تخلّ بانجاز هذا المشروع الفنّي على أكمل وجه. كما تمّ تثمين الجهود المبذولة لإنجاح هذه الدّورة وشحذ الهمم لتقديم أفضل ما يمكن في تظاهرات فنيّة آخري خلال الفترة المقبلة . *ميمون التونسي