اطلقت جمعية صيانة تراث غمراسن حملة “طريق الفطائر” لدعم ملف تسجيل مهنة الفطائر ضمن لائحة التراث للامادي العالمي و الانتقال بها كعنصر تراثي من مجرد مهارة تقليدية إلى مكون لهوية جماعية . و قد أكد رئيس الجمعية سمير الخرشاني أن الحملة قد انطلقت سنة 2022 لتتنقل عبر الولايات الحاضنة للمهنة ( لتحط يوم أمس بمدينة صفاقس تحت اشراف الغرفة الجهوية ) و ذلك للتعريف بها و بعمقها الانتروبولوجي و التاريخي بالإضافة إلى تثمينها والترويج إليها وحمايتها من الإندثار من خلال إدراجها ضمن اللوائح التراثية اللامادية المصنفة على المستويين الوطني والدولي .
كما اشار الخرشاني إلى أن مهنة الفطائري قد انطلقت ، منذ منتصف القرن 19 ،من مدينة غمراسن لتنتشر في جميع أنحاء الجمهورية، وخارج تونس انطلاقا من الجزائر ثم في أوروبا إنطلاقا من فرنسا لتغزو أثر ذلك جميع أنحاء العالم كما أفاد الخرشاني بأن ” رحلة فطائري ” يتضمن عدة فقرات ابرزها ندوات علمية حول العمق الحضاري، والإجتماعي، والثقافي لمهنة الفطائري و عرض لشهادات حية و قصص نجاح لعدد من منتسبي المهنة و تكريمهم و متابعة عدد من الكتب حول المهنة بالإضافة إلى معارض وثائقية تتضمن صور حول تطور مهنة الفطائري مع لوحات من التراث التقليدي الغمراسني . و يشار الى أن اهالي غمراسن من جهتهم قد سعوا لحماية الموروث التراثي معتبرين ” صنعة الاجداد ” جزء من الهوية الغمراسنية و سعوا للمساهمة في إدراج ” مهارة صنع الفطائر ” في التراث المادي الوطني و العالمي من خلال تنظيم العديد من التظاهرات سنويا للتعريف بتاريخ المهنة و تجذرها و ” صمودها ” عبر التاريخ مع المحافظة على خاصيتها التي تميزها و تحميها من التقليد .
وقد قاموا ايضا باستضافة ممثلين عن اليونسكو و باحثين اوروبين في التاريخ للاطلاع على تاريخ ” المهارة ” و تجذرها في التاريخ و انتشارها ” الجغرافي ” الكبير و ذلك من خلال الاستماع إلى محاضرات حول تاريخ المهنة و المشاركة في ندوات علمية و زيارة معارض وثائقية .
كما قامت مجموعة من الناشطين المدنيين بغمراسن بحملة على الفايسبوك تحت عنوان “فطائري و افتخر ” تهدف الى جمع صور قديمة للتعريف بتاريخ هذه المهنة و انتشارها في كافة ارجاء العالم و دورها في الحياة الاقتصادية و قد لاقت الحملة تفاعل كبير من أهالي المنطقة اذ سجلت مشاركة ما يفوق 2000 شخص عبروا عن اعتزازهم بمهنة الأجداد و قدموا صورا طريفة و قديمة و من كل أرجاء العالم