صدر للباحث التونسي خليفة علي حداد بالاشتراك بين دار الرواد للنشر ومؤسسة ليبيا المستقبل للإعلام والثقافة، كتاب بعنوان “ليبيا : الدولة وما دونها.. قراءة في مسارات التحديث من 1951 إلى 2011“.
و يستعرض الكتاب، المكون من 130 صفحة، أهم محطات التحديث السياسي والاجتماعي والثقافي في ليبيا منذ ظهور “الدولة الوطنية” بإقرار دستور المملكة الليبية المتحدة سنة 1951 إلى حين سقوط نظام معمر القذافي إثر “ثورة 17 فبراير 2011″علي حد تعبير المؤلف .
يقول د. حسن الأشلم (الأستاذ بكلية التربية جامعة مصراتة)، في تقديمه للكتاب، أن هذا البحث “بمنهجيته المنضبطة الرصينة، ومراجعه المتنوعة والموثوقة في الوقت ذاته، يحرك مكامن التفكير تجاه الفلسفة السياسية التي قام عليها الكيان الليبي في مراحله المختلفة؛ فلسفة انتقدها عديد المفكرين ومن بينهم الراحل عبد الله القويري؛ الذي رأى أن العيب الخلقي في الكيان الليبي هو محاولة فرض النموذج الجاهز في شكل الدولة وإدراتها.
فالوصفات الجاهزة حينما تدخل في بنية معقدة كالبنية الليبية تحول الدولة إلى مخلوق أو كيان مشوه، فبلد مثل ليبيا مفهوم القبيلة متحول فيها من جهة إلى أخرى، والإثنية حاضرة، وكذلك الجهوية، بل إن التراتبية الطبقية موجودة داخل البنى السابقة نفسها، ولك أن تتخيل دخول هذه التركيبة في منظومة سياسية جاهزة ومفصلة في مكان آخر، فيصبح من الطبيعي أن تتغلب القبلية والفساد في العهد الملكي، وأن تهيمن السطوة العسكرية الممتزجة بالقبلية بعد الانقلاب العسكري، وليكون ظهور النفط موعدا لدخول الفساد بوصفه اللاعب الأبرز فوق الطاولة أو تحتها إلى يومنا هذا”.
وغير بعيد عن موضوع هذا الكتاب، صدر للباحث خليفة علي حداد بحث آخر بعنوان “التشظي الاجتماعي في ليبيا: المسارات والتداعيات الأمنية الإقليمية”، وذلك ضمن مؤلَّف جماعي صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، بعنوان “الأمن القومي العربي وتحديات الأمن الإقليمي”، شارك فيه 12 باحثا من جامعات ومؤسسات بحثية في دول عربية وغربية.
وفي منشور تقديمي، ذكر المركز أن هذا البحث “يسلط الضوء على التحديات الأمنية في ليبيا منذ ظهور الدولة الوطنية، ويحاجّ بأنه في الحقبتين الملكية والجماهيرية ظلّ دور القبيلة والعشيرة والطائفة، وهي المرجعيات التقليدية، في مصلحة النظام الحاكم مع ما بينها من تناقضات، ظلت كامنةً بفعل السطوة الأمنية للنظام وانتشار ثقافة الغنيمة، وطفت بقوة عند تهاوي النظام الليبي في عام 2011 وظهرت معها التشظيات متعددة المسارات التي ضربت الهيئة الاجتماعية وفككتها، وحوّلت الجغرافيا الليبية إلى ميدان تقاتل.
ويرى حداد أنّ استجابة دول الجوار المغاربي ظلت دون مستوى المخاطر المحدقة بليبيا؛ إذ غيَّبت الخلافات البينية وسياسة الانكفاء والحذر أيَّ مشروع إقليمي جامع لمجابهة ارتدادات الزلزال الليبي والمشاريعِ الإقليمية الهادفة إلى توجيه مخرجات الربيع العربي إلى مسارات الفوضى والحروب الأهلية وخلخلة ما بقي من مقومات الأمن القومي العربي”.
يذكر أن الباحث خليفة علي حداد من مواليد 1970، أصيل مدينة مدنين، يعمل في مجال التدريس. حاصل على الأستاذية في اللغة والآداب العربية من المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر بجامعة تونس، وعلى ماجستير في الحضارة من المعهد العالي للحضارة الإسلامية؛ موضوع بحثها بعنوان “ملامح الدولة المعاصرة في مؤلفات عبد الإله بلقزيز”، ويعدّ، حاليا، أطروحة دكتوراه حول الدولة والمجتمع في ليبيا المعاصرة.
شارك بمداخلات وورقات في ملتقيات وندوات بمراكز بحثية في تونس وخارجها حول مواضيع ذات علاقة بالدولة والمجتمع في ليبيا المعاصرة، ونشر مقالات في الغرض بمواقع إلكترونية ومجلات متخصصة.
*ميمون التونسي