في إطار مشروع “شارك” الذي يهدف الى دعم دور الشباب في ارساء مساءلة اجتماعية ببلديتي الصمار وتطاوين الجنوبية، نظمت اليوم جمعية التنمية والدراسات الاستراتيجية بأحد الوحدات السياحية بمدينة مدنين ملتقى حواري حول استراتيجيات التنمية بمنطقة الجنوب الشرقي وخاصة بالبلديات المحدثة.
هذا اللقاء بحسب د.رياض البشير رئبس الجمعية لاذاعة أوليس أف أم شهد مشاركة عدد من الخبراء والدكاترة في الاقتصاد والتنمية كما تميز بحضور لممثلي الإدارات المحلية وعدد من الفاعليين المحليين في المجال التنموي.
خلال هذا اليوم بحسب ذات المصدر قام عدد من الخبراء بتقديم مداخلات وتصورات حول افاق تحقيق التنمية المحلية المستدامة والمتوازنة حيث تم التاكيد على أهمية اعداد استراتيجية عمل تشاركية لتحقيق اندماج اقتصادي وتنمية مستدامة بولايات الجنوب الشرقي التي تنتمي للإقليم الخامس الذي تم اقراره مؤخرا.
كما تمت الاشارة ان من أبرز أسباب الفشل التنموي هو ان أغلب القرارات الإدارية التي تخص الجهة يتم اتخاذها على المستوى المركزي، في حين يقتصر دور السلطة الجهوية والمحلية في العديد من القطاعات على إعداد الملفات ومتابعتها لاحقا.
وقد أدّت هذه الوضعيّة في جزء منها إلى ضعف نسبة إنجاز عديد المشاريع العموميّة وهنا من الضروري تطبيق لامركزية حقيقية وتمكين السلط اللامركزية من آليات عمل ناجعة حتى يتم اتخاذ القرار على المستوى المحلي القريب من الواقع والعارف بأهم التفاصيل والمشاكل التي تعيشها الجهة.
كما تمت الإشارة الى ضرورة توفير ممهدات النجاح للمستثمرين خاصة عبر تحسين البنية التحتية بالجهة. كما اكد بعض الحضور على ضرورة تبني قانون طوارئ اقتصادي لمدة 3 الى 5 سنوات يقع خلالها توزيع السلطة ونقل لاختصاصات في النظام اللامركزي في ثلاثة أبعاد وهي : اللامركزية السياسية (عبر المجالس المحلية للتنمية مثلا) واللامركزية الادارية واللامركزية المالية.
وأشار عدد من المشاركين على سبيل المثال الى الفرص والمميزات التي توجد بولاية تطاوين والتي رغم توفر عديد الثروات بها فإنها تبقى في المراتب الأولى وطنيا من حيث نسبة البطالة والفقر والهجرة السرية. د.رياض البشير اكد في الختام الى ان هذه الندوة تعتبر مرحلة قبل اعداد دراسة علمية تنموية حول الجهة سيقع نشرها قريبا.
*ميمون التونسي