تم ليلة أمس الخميس 19 جويلية 2018 تقديم العرض المسرحي “الدراقا” من انتاج نوفل الورتاني وإخراج بسام الحمراوي بمساعدة عبد القادر الدريدي وهو عبارة عن عمل كوميدي موسيقي صعد على مسرح جربة حومة السوق في إطار السهرة الثانية من ليالي مهرجان جربة أوليس الدولي.
20 سنة هو المعدل العمري لـ18شاب من الهواة في تجربة فريدة و”تحدي جديد” حسب تعبير الدريدي لنقل الجمهور الى عالم السجين التونسي بآلامه ووحشته وقهرته. مشاعر جسدها بأسلوب هزلي ساخر ثلة من ممثلين وراقصين ومغنين تعددت مواهبهم لتبدي طاقة رهيبة منبعثة من سجناء وراء القضبان لتضحك الجمهور تارة وتدمع أعينه أخرى.
“الدراقا” تم تقديمه لأول مرة للجمهور يوم 3 ماي 2018 وهو عرض فني متكامل في الإضاءة والديناميكية المسرحية يمتد طيلة ساعة ونصف من الموسيقى والاستعراضبنسق مدروس ومضبوط.
يبدأ العرض بمقطوعة على آلة المزود تليها أغنية “مظلومة يا دنيا”،أغاني جسدت معاناة وغربة السجين في بعده وتوقه للحبيبة والأم والحياة.”قالولي روح”، “علاش يا الأيام”، “ميقوتة” أغاني كتبت في السجن وتؤدى اليوم بأصوات سجناء “الدراقا” على المباشر مصاحبة بآلتي الطبلة والمزود. كما أن الابداع يصل في “الدراقا” إلى المزاوجة بين موسيقات غربية كموسيقى القوسبل ومايكل جاكسن بالزكرة التونسية.
بديكور بسيط وكوريغرافيا متميزة يتحرر ممثلي “الدراقا” من المكان والزمان تحديا لواقعهم وأملا في الحرية والحياة فينقل للجمهور الحاضر والذي تجاوز الألف وخمس مائة شخص أحلام السجين التونسي.
“الدراقا” ليست مجرد فعل تمثيلي بالنسبة للفنانين المساجين حسب تأكيد المخرج المساعد عبد القادر الدريدي لأن أغلب أبطال العرض عاشوا حقيقة تلك التجربة الملهمة التي أضفت بعدا واقعيا للعمل.
شكل عرض “الدراقا” مفاجأة لا فقط للجمهور الذي يكتشفه لأول مرة في جربة بل كذلك للنقاد والصحفيين الحاضرين. وعلى الرغم من أنه يعد “مولودا جديدا” فقد كان ادماجه ضمن برمجة مهرجان جربة أوليس الدولي وهو ما مثل “مغامرة” حسب تعبير الناطق الرسمي باسم المهرجان إحسان الوكيل الذي صرح أن الدورة 41 هي دورة فنية بامتياز لا تهدف إلى الربح المادي والتجاري بقدر ما تسعى إلى التنويع الفني والرهان على الإبداع والتميز.