يصادف اليوم غرة ماي من كل عام ، ذكرى الاحتفال بيوم العمال العالمي ، للتحسيس بحقوق العمال وتضحياتهم من اجل التخفيض في ساعات العمل الى ثماني ساعات بعد ان كانوا مضطهدين من قبل الرأسماليين يعملون من 14 إلى 16 ساعة في اليوم، ويتقاضون أجورًا زهيدة، مما اثار غضبهم ، وأدركوا أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الإضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة.
كانت بداية عيد العمال يوم 21 افريل 1856 في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، عام 1886 ، ثم في تورونتو الكندية ليتم الاحتفال بأول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية في 5 سبتمبر 1882 بمدينة نيويورك.
وفي يوم 1 ماي من عام 1886، نظم العمال في شيكاغو وفي العديد من المدن الامريكية ومن ثم في تورنتو الكندية سلسلة اضرابات متتالية بلغت نحو خمسة آلاف إضراب وشارك فيها ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع” .
ويبدو ان الأمر لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل ، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.
وعندما كان الجلاد ينفذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة احدهم ويدعى “اوجست سبايز” تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير جيم ” ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت ،ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك” وقد ظهرت الحقيقة عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم.