يحيي التونسيون اليوم بكل فخر واعتزاز ، ذكرى أحداث 9 أفريل 1938او ما بات يسمى بعيد الشهداء ، هذه الملحمة الخالدة التي شكلت منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني بل كانت مرحلة هامة لها من الفضل الكثير في الإعداد لمحطات سياسية لاحقة أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956 .
انطلاقا من يوم 7 أفريل، شهدت مختلف المناطق التونسية مظاهرات جماهيرية عارمة أطرها الحزب الدستوري الجديد آنذاك للمطالبة ببرلمان تونسي يمثّل صوت الشّعب، و قد شهدت هذه التحركات أوجهها بتونس العاصمة في اليوم الموالي عندما خرجت مظاهرتان ضخمتان في نفس التوقيت. خرجت الأولى من ساحة الحلفاوين بقيادة “علي البلهوان” والأخرى من رحبة الغنم يقودها “المنجي سليم”.
وقد أدت هذه المظاهرات إلى مواجهات عنيفة دامية مع الاستعمار الفرنسي، أسفرت عن استشهاد عدد كبير من التونسيين كما قام المستعمر بحملات قمعيّة واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية ورموزها.
و شهد هذا الحراك خروج المرأة التونسية للتظاهر لأول مرة.
ولان الملاحم الوطنية الخالدة في تاريخنا الوطني كثيرة ، شهدت على سقوط شهداء اختلطت دماءهم وروت هذا الوطن من شماله الى جنوبه ، ما يسعنا في هذه المناسبة الا ان نترحم على كل نفس استشهدت نصرة لوطن ، لمبدا ، لفكرة نبيلة واثرت الشهادة والخلود لتحيا الاجيال اللاحقة حياتا كريمة والاحداث هنا كثيرة منها مظاهرات الخبز عام 1982 ،أحداث الحوض المنجمي عام 2008 ، ثورة الحرية والكرامة 14جانفي 2011 ، ملحمة 7 مارس ببن قردان وغيرها كثير من بينها شهداء الارهاب.
المجد للشهداء في كل ارض ،أصحاب العطاء المقدس والدماء الزكية والتضحيات الطاهرة.