يحيي الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الاثنين 5 ديسمبر 2017 الذكرى الخامسة والستين لاغتيال الزعيم النقابي والمناضل الوطني فرحات حشاد الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء في مثل هذا اليوم من سنة 1952 بعد مطاردة سيارته في العاصمة واطلاق النار عليه.
ولايزال حشاد حاضر في ذاكرة كل التونسيين كرمز للمقاومة والوطنية وبالمناسبة سيتم اليوم نصب تمثال له في قلب مدينة صفاقس مدينته الام .
ولد فرحات حشاد يوم 2 فيفري عام 1914 م بقرية العباسية بقرقنة .
اسهم في سنة 1936 في المجال النقابي داخل الكنفدرالية العامة للشغل الفرنسية وكان من ثمرات هذا المسار تأسيسه للاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 رفقة مجموعة من الشيوخ الزيتونيين ومن أبرزهم العالم محمد الفاضل بن عاشور .
عند تأسيس المنظمة برزاسم فرحات حشاد وطنياً ودولياً كزعيم وطني بارز ومناضل سياسي محنك واكتسب هذه الشهرة عندما زار بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية كمصلح بين النقابات وتجاوزت سيرته الأصقاع .
لعب الاتحاد العام لعمال تونس بقيادة حشاد دوراً هاماً في بدء وتوجيه الحركة وراديكالية المطالب الشعبية وصعد الاتحاد التونسي إلى الاتحاد الدولي لاتحادات العمال الحرة .
وبات نشاطه النقابي يؤرق الحكومة الفرنسية بعد أن أصبح يهدد مصالحها الاستعمارية في تونس وشمال أفريقيا عامة وبدأ التفكير في عدة خطط لإزاحته من الطريق ،في نفس الوقت بدأت التهديدات عن طريق منشورات موقعة من منظمة اليد الحمراء التي كانت تعمل مع الاستعمار الفرنسي والمخابرات الألمانية وازدادت عمليات التخريب والتهديد ضد منزله وأسرته وارتفعت الأصوات المطالبة برأسه.
في صباح يوم 5 ديسمبر عام 1952 تم تنفيذ خطة القضاء علي فرحات حشاد حيث تبعته سيارة في الطريق من الضاحية التي كان يقطنها خارج العاصمة تونس اطلق عليه النار ولكن حشاد أصيب فقط في ذراعه وكتفه وتمكن من الخروج من السيارة بعدها بثوان ظهرت سيارة أخرى وأجهزت عليه بإطلاق النار علي رأسه ثم إلقائه علي جانب الطريق بعد التأكد من موته.
وعندما أعلن نبأ اغتياله ،اجتاحت المظاهرات مدن العالم من الدار البيضاء إلى القاهرة ودمشق وبيروت وامتدت أيضاً إلى مدن أوروبية مثل ميلانو وبروكسل وستوكهولم وتحولت في الدار البيضاء إلى أعمال عنف راح ضحيتها ما يقرب من اربعين شخصاً.