أنهى رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الاربعاء زيارة رسمية بيوم واحد الى دولة ليبيا، هي الأولى لرئيس دولة إلى هذا البلد الشقيق، بعد انتخاب أعضاء السلطة التنفيذية في ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد بجينيف (سويسرا) من 1 إلى 5 فيفري الفارط، ونيل ثقة البرلمان الليبي يوم 10 مارس الجاري، وأداء اليمين الدستورية أمامه أول أمس الإثنين، وتسلم الحكومة الليبية مهامها رسميا أمس الثلاثاء.
وجاءت هذه الزيارة، في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا، وربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين.
كما مثلت مناسبة لإرساء رؤى وتصوارت جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس وليبياّ، وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء.
وكان في استقبال سعيد صباح اليوم، بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفّي، حيث أجرى الطرفان بقصر الضيافة “أبو سته” بطرابلس، محادثات موسعة وثنائيّة تمّ خلالها التأكيد على مواصلة مساندة تونس للمسار الديمقراطي الليبي، وعلى خصوصية العلاقات ووحدة المصير والمستقبل المشترك بين الشعبين، فضلا عن التطرّق إلى الاستحقاقات المقبلة للبلدين وفي صدارتها المسائل التنموية والاقتصادية كدفع النشاط التجاري والاستثمار.
كما أجرى سعيّد، محادثات بقصر الضيافة بطرابلس، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، وتم الاتفاق بالخصوص على عقد الاجتماع التحضيري للجنة العليا المشتركة موفى الشهر الجاري، فضلا عن تباحث سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وخاصة منها الاقتصادية والصحة والنقل والتعليم، وتيسيير إجراءات العبور والتنقل للأشخاص وانسياب البضائع بين البلدين، الى جانب تكثيف الجهود للكشف عن حقيقة اختفاء الصحفيين سفيان شورابي ونذير القطاري في ليبيا.
وعقد رئيس الدولة في اختتام زيارته الرسمية الى ليبيا، ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الليبي، حيث أكد بالخصوص أن الشعبين التونسي والليبي شعب واحد بين دولتين، وأنه سيعمل مع أشقائه الليبيين على تنشيط اتحاد المغرب العربي وعقد اجتماع بين الدول المكونة له على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى القمة.
ومن جهته، ثمن محمد المنفّي، بالخصوص الوقوف المستمر لتونس إلى جانب ليبيا منذ 2011 وقبل ذلك والى اليوم، ووصف زيارة سعيّد ب “التاريخية” باعتبارها تزامنت مع تسلم السلطة التنفيذية لمهامها.
وقد رافق رئيس الدولة في هذه الزيارة بالخصوص وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي.