جربة : في ظل وضع وبائي خطير وواقع بيئي كارثي … يتواصل الإستعداد لتنظيم القمة الفرنكفونية

In الأخبار, جهوية On
أكوام الفضلات متكدسة على شاطئ أغير … أكداس المكعبات ملقاة حجبت سواحل المياه بالجزيرة
 
 وضع صحي حرج رافقه تراجع “حذر” لعدد الإصابات*
“وهي التي تستعد خلال هذه الفترة لإحتضان حدث عالمي ،القمة الفرنكفونية ،جزيرة جربة ملهمة جميع شعوب العالم الراغبين دوما في زيارتها ،تتحسس بريقها الذي ضاع منها جراء جائحة فيروس “ كورونا 
أزمة صحية ألقت بظلالها على كامل الجزيرة التي إنتشر بها الوباء بسرعة قياسية ،حيث سجلت جربة بمعتمدياتها الثلاث أرقاما مفزعة من حيث عدد الإصابات المعلن عنها يوميا في ولاية مدنين
 
وقد قدرت النسبة الإجمالية لعدد الإصابات المؤكدة بالفيروس خلال الفترة الحالية بجربة ب 60 % وفق ما أكده مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بمدنين الدكتور زيد العنز
وإعتبر د.العنز أن معتمديات جربة حومة السوق وجربة ميدون من المناطق التي تتصدر نسب تسجيل الإصابات بشكل عام لتصنف مناطق حمراء
وبالرغم من التراجع الملحوظ لعدد الإصابات وعدد الوفيات وإرتفاع عدد حالات الشفاء خلال الفترة الحالية إلا أنّ توخي الحذر يبقي مهما ولا إفراط في التفاؤل
فهل سيكون هناك إجراءات صحية خاصة خلال تنظيم القمة الفرنكفونية عدد 18 التي تستقبلها تونس لأول مرة ؟
 
 كابوس بيئي بجزيرة الأحلام*
 
:المشهد 
مكعبات النفايات بمصب تالبت على شاطئ أغير
أكداس الفضلات بأنواعها تجدها بجميع شوراع المدينة
 
عمل دؤوب وبخطى بطيئة تسعى بلديات جربة الثلاث لحلحلة الملف البيئي بالمنطقة وإيجاد حلول جذرية لطريقة التصرف في نفايات الجزيرة ،لكن إن تواصل هذا المشهد …كيف ستستقبل جربة ضيوفها خلال القمة الفرنكفونية التي إختار رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد هذه الوجهة لتنظيم هذا الحدث والحرص على إنجاحه بعد نجاح تظاهرة معرض الطيران الدولي الذي أنتظم خلال شهر مارس 2020 ؟
 
 
تتواصل مشكلة التخلص من النفايات في جزيرة جربة والمناطق المجاورة لها منذ أكثر من خمس سنوات، دون إيجاد حل يعيد لجزيرة الأحلام رونقها وبريقها واسمها المخلد منذ عقود
ويعاني سكان الجزيرة من تراكم الأوساخ، بعد أن عجزت بلديات المكان عن إيجاد مصب للنفايات بشروط مضبوطة تحمي المواطنين من خطر إنبعاث الروائح والجراثيم والحيوانات السائبة
 
 دعوة لتحقيق أمن قومي : صحي وغذائي وبيئي*
 
حسب ما أكده الناشط بالمجتمع المدني في المجال البيئي شرف الدين التريكي فان “مشكلة تراكم النفايات في الجزيرة بدأت منذ عام 2012″،مضيفا أن هذه المشكلة تعتبر تهديدا للوجود البشري في ظل غياب المعالجة الحقيقية للملف من طرف هياكل الدولة التونسية 
وطالب التريكي بإرساء ملامح مشروع بيئي جديد يحقق رفاهية المواطن بالجهة لتفادي كارثة مرتقبة أصبحت تمثل تهديدا لمدينتهم 
كما دعا بقية نشطاء المجتمع المدني بجزيرة جربة البلديات الثلاث لمزيد الإشتغال على تحسين وضعية البنية التحتية قبل تنظيم القمة الفرنكفونية
 
تتواصل تشكيات أهالي الجزيرة عموما ودون إستثناء من واقع مرير لسياحة مفقودة وصناعات تقليدية مهمشة ،وعلى هامش نفايات متكدسة ،وطرقات مهترئة وفسحة شاطئية سقطت ذات يوم في بحر وثروة سمكية هددتها مراكب الجر المغتصبة وقطاع صحة كل ومل من أزمة عالمية و… و…. و… الإشكاليات كثيرة وتعدادها يطول ويطول 
لتلخص الحرفية في الصناعات التقليدية بالجزيرة شادلية بن محمود الوضع بفكرة واحدة “تنظيم القمة الفرنكوفونية هو تسكين لأوجاع أهالي جربة لا أكثر ولا أقل”
 
 
في المقابل ….. تتواصل زيارات الوفود الحكومية للجزيرة ،اخرها كان زيارة وزير السياحة والصناعات التقليدية الحبيب عمار للإطلاع على مدى الإستعدادات والتحضيرات لتنظيم هذا الحدث مع الحرص أيضا على
إنجاحه على جميع المستويات ،معتبرين أن نجاح تنظيم القمة الفرنكفونية سيساهم في إعادة إحياء الجزيرة و إنتعاشتها السياحية و الإقتصادية
*بقلم : ايمن الدغسني
.

قائمة الموبايل