حكمت محكمة في إسطنبول، اليوم الأربعاء 23 ديسمبر 2020، على المعارض الصحفي جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت” السابق، بالسجن 27 عاما بعد إدانته بتهمة “مساعدة تنظيم إرهابي والتجسس”، وذلك لنشره تحقيقا يؤكد أنّ أجهزة الاستخبارات التركية تسلّم أسلحة إلى جماعات إسلامية في سوريا.
وفي حيثيات الحكم الصادر، أشارت المحكمة إلى أنّ دوندار حكم عليه بالسجن 18 عاما و6 أشهر بتهمتي “إفشاء معلومات سرية وتجسس” مرتبط بنشر تحقيق عن أسلحة أُرسلت إلى مجموعات إسلامية في سوريا وبالسجن 8 سنوات و9 أشهر بتهمة “مساعدة منظمة إرهابية” لاسيما شبكة الداعية فتح الله غولن المتهم من قبل أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في جويلية 2016، وفق تقديرها.
فيما تغيّب محامو دونار عن جلسة، وعلّلوا ذلك بأنّهم لا يريدون أن يكونوا “جزءا من ممارسة لإضفاء الشرعية على حكم مسبق صدر بدافع سياسي”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة قد أرجأت في وقت سابق من هذا الشهر إصدار حكمها، بعد أن طلب محامو دوندار برد المحكمة لضمان محاكمة عادلة، إلاّ أنّ الطلب قوبل بالرفض، وأعلنت مؤخرا أنّ دوندار هارب من العدالة، وصادرت جميع ممتلكاته في تركيا.
ألمانيا تدين الحكم
أدانت رابطة الصحفيين الألمان (DJV) الحكم بشدّة، واصفة إيّاه بأنّه “عمل همجي”، حيث صرّح رئيس الرابطة “فرانك أوبرآل” أنّ جان دوندار جمع المعلومات، وقام بتغطية الأحداث والكشف عن حقائق، معتبرا أنّه مثال للعمل الصحفي الجيّد ولا يعتبر جريمة.
وطالبت رابطة الصحفيين الألمان، في بيان لها، السلطات الألمانية بتوفير الحماية المطلقة لدوندار، كما انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الحكم، معتبرا أنّه “ضربة قوية للعمل الصحفي المستقل في تركيا”.
* فرانس 24 / دويتشه فيله