تم إحداث أول مخبر بحث متطور لمكافحة داء الليشمانيا الجلدي على المستوى الإفريقي والعربي بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى الرابطة، وذلك بمقتضى اتفاقية شراكة تم امضاؤها مؤخرا بين المنظمة العالمية للصحة من جهة ومستشفى الرابطة من جهة أخرى.
ويتولى المخبر بمقتضى هذه الاتفاقية العمل على تطوير الأبحاث في مجال مكافحة داء الليشمانيا فضلا عن تكوين عدد من الأطباء حول العالم حول هذا المرض ونقل خبراته في هذا المجال، وفق ما أوضحه رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى الرابطة مراد مكني في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء لدى عقده، اليوم الجمعة، للقاء مع ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس ايف سوتيرون بمقر المستشفى.
وأوضح الدكتور مكني أن الإطار الطبي بقسم الأمراض الجلدية بمستشفى الرابطة يمتلك خبرة واسعة في مجال مكافحة داء الليشمانيا الجلدي، ويتميز بكفاءة عالية في هذا الصدد وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تختاره كشريك متميز في هذا مجال، موضحا أن هذه الشراكة ستدوم لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد.
وأفاد مكني بأن داء الليشمانيا هو مرض جلدي من صنف الطفيليات ينقله الذباب الرملي من الحيوان إلى الإنسان عادة ونادرا ما ينتقل من الإنسان إلى الإنسان وهو مرض قديم جدا ومنتشر نسبيا في تونس خاصة بولايات القيروان وسيدي بوزيد وقفصة وتطاوين، موضحا أن جل الحالات التي تم تسجيلها في تونس بسيطة على عكس ما يتم تسجيله في عدد من بلدان العالم حيث يتسبب هذا المرض بعدة مضاعفات معقدة.
ومن جهته، شدد ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس ايف سوتيرون على أن منظمة الصحة العالمية ستعمل جاهدة على دعم مخبر البحث من الجانب التقني والمادي حتى تتوفر له كل الإمكانيات اللازمة للتألق في مجال مكافحة داء الليشمانيا الجلدي على المستوى العالمي.
ومن جانبه اعتبر مدير عام مستشفى الرابطة منجي الخميري، أن اختيار منظمة الصحة العالمية لقسم الأمراض الجلدية بمستشفى الرابطة حتى تربط معه علاقة شراكة في مجال مكافحة داء الليشمانيا لم يكن أبدا من باب الصدفة وإنما هو اعتراف ضمني بالكفاءات التونسية العالية في هذا المجال و تألقها، داعيا إلى ضرورة العمل على تعميم مثل هذه التجارب بجميع الهياكل الصحية العمومية التونسية.