أكدت الباحثة ببنك الجينات هدى الشناوي كوردة ، على هامش عمل ميداني للبنك لجمع الموارد الجينية الرعوية والعلفية بولايتي تطاوين و مدنين ، تسجيل عودة عدد هام من النباتات الرعوية بعد غياب لسنوات و ذلك أثر نزول الامطار بكميات هامة بالولايتين خلال فصلي الخريف و الشتاء .
و أضافت الباحثة بأن العمل الميداني شمل المناطق الأكثر تنوّعا بيولوجيا خاصة بمحميتي التوي وواد كوك، وذلك لجمع البذور التي نضجت بها، على أن يواصل جمع بقية البذور التي لم يكتمل نضجها في هذه الفترة و ذلك بهدف تحديث قاعدة البيانات الوطنية المتعلقة بهذه الموارد، وتوثيق الانواع النادرة والمهددة بالاندثار لضمان حمياتها و استدامتها علما و أنّ الاعداد جارٍ لاحداث حديقة للمحافظة على الموارد الجينية الرعوية وسط البلاد تم بعد تحديد مكانها والأطراف ذات العلاقة بإنجازها .
كما أفادت الباحثة بأن العمل الميداني يتضمن ايضا حلقة تكوينية لفائدة اطارات وأعوان دوائر الغابات وديوان تربية الماشية في ولايتي مدنين وتطاوين حول الجوانب العلمية والميدانية لجمع وتوثيق الموارد الجينية العلفية، وسبل المحافظة عليها داخل وخارج مواطنها الطبيعية، مع التأكيد على أهمية المحافظة التشاركية ودور الفاعلين المحليين في ضمان استدامة هذا الموروث البيولوجي الوطني في ظل التحديات المناخية والبيئية المتزايدة.
كما أشارت الباحثة إلى ان العمل الميداني يدخل في إطار التزام البنك بالمحافظة على التنوع البيولوجي و دعم الآمن الغذائي الوطني يواصل البنك الوطني للجينات حضوره الميداني في مختلف مناطق الجنوب التونسي خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر على الموارد الطبيعية الحيوية ترتكز هذه الجهود خصوصاً على المراعي الوعرة و سلسلة جبال مطماطة و الظاهر حيث تتواجد موارد جينية علفية و رعوية ذات اهمية استراتيجية و ينجز من فريق الموارد الجينية العلفية والرعوية بالبنك الوطني للجينات بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة والمعهد الوطني للعلوم الفلاحية و المعهد الوطني للبحوث الزراعية والادارة العامة للغابات و المندوبيات الفلاحية و ديوان تربية الماشية و سيتواصل إلى غاية يوم 30 ماي القادم و هو امتداد لعملية جرد لهذه الموارد بالمناطق ذات التنوع البيولوجي قام بها البنك بالولايتين خلال شهر افريل الماضي بتوصية من الملتقى الوطني الذي انعقد في شهر ديسمبر الماضي .