عادات العيد في جزيرة جربة : ” العرفة ” رمز الفرح والتواصل

In الأخبار, جهوية On
- تم تحديثه في

تمتاز جزيرة جربة كغيرها من المناطق التونسية، بحركية خاصة تميزها عن غيرها، حيث تتداخل فيها العادات والتقاليد مع نبض الحياة اليومية.

في “جزيرة الأحلام”، هذا المكان الفريد برصيده التاريخي والحضاري وموقعه المتميز بين أمواج البحر الأبيض المتوسط، كانت دائمًا بوابة للتجارة البحرية ومرسىً تتلاقى فيه كنوز الصحراء قبل أن تواصل رحلتها إلى موانئ العالم.حسب ما ما افاد وجدي البرجي رجل الثقافة بجزيرة جربة والمهتم بالموروث الثقافي بالجزيرة لاذاعة اوليس اف ام .

مع اقتراب عيد الفطر،وبحسب ذات المصدر تنشغل جميع العائلات التونسية بالتحضيرات، وكذلك الحال في جربة، لكن لهذه الجزيرة تقاليدها الخاصة، حيث يحتل الأطفال مركز الاهتمام في هذه المناسبة، فهم “سلاطين اللحظة”.

التجارة تزدهر والاستعدادات على قدم وساق علي حد تعبيره . مع اقتراب نهاية شهر رمضان، تزدحم الأسواق وتزدهر التبادلات التجارية، فيصطف الآباء وأبناؤهم أمام ورش الخياطة لتفصيل أجود الملابس، سواء “البلايز” أو “الكدرون”، فيما يحرص الآباء على شراء “قصايس البونوار” لتتزدان بها النساء والفتيات. لكن أبرز ما يميز هذه الفترة هو عادة “العرفة”، وهي مبالغ مالية تُقدَّم كهدية للأفراد، وخاصة للأطفال، لتكون بمثابة عيدية تتيح لهم شراء الألعاب والحلوى والمفرقعات، مما يضفي على العيد بهجة خاصة.

**أصل تسمية “العرفة”

يرجح البعض لحسب محدثنا أن التسمية مستوحاة من “يوم عرفة”، حيث كان الأطفال  يتلقون هدايا مالية  يوم الوقوف بعرفة زلتحبيبهم و تشجيعهم قبل عيد الأضحى و كذلك الامر قبل عيد الفطر للتشجيهم بعد فريضة الصوم فالتسمية اقترنت بيوم الوقوف بعرفة و الحج و تواصلة لعيد الفطر . 

**أنواع “العرفة” في جربة

في جربة، لا تقتصر “العرفة” على الأطفال فقط، بل تشمل فئات أخرى داخل العائلة، ومنها اسماء تواصلت لليوم و منها ما انقطع…  عرفة العجائز (العزايز): حيث تُقدم الهدايا المالية والمجوهرات تكريمًا للنساء الكبيرات، تقديرًا لحكمتهن ودورهن في إدارة شؤون المنزل في غياب الرجال.

*عرفة الكناين: حيث يقوم كبار  العائلة بتقديم مبالغ مالية أو قطع من المصوغ أو الفضة لكنّاتهم، في لفتة تعزز روح الانتماء داخل الأسرة.

*عرفة الأطفال: وهي الأشهر على الإطلاق، حيث يحصل الأطفال على مبالغ مالية لشراء ما يشتهون من الحلوى مثل “النوقة”، و”الحمصية”، و”الحلوى الكاسحة”،و الالعاب المختلفة من الزرابط و البيس و البنبني و الفوشيك ويكون ذلك تشجيعًا لهم على اداىهم فريضة الصيام ونشرًا للفرح بينهم.

واكد وجدي البرجي في الاخير إنها عادات أصيلة تعكس غنى وتنوع التراث التونسي، وتجعل من العيد فرصة لإحياء روابط العائلة وتعزيز القيم الاجتماعية. إنها حضارة تتوارثها الأجيال، وتستحق أن نحافظ عليها لتظل شاهدًا على أصالة هذا البلد العريق.

*.ميمون التونسي

قائمة الموبايل