صحراء تطاوين : مطمورة تونس المرتقبة

In وطنية On
- تم تحديثه في

، بحثت وزارة الفلاحة عن حلول بديلة و عدم الاكتفاء بالاعتماد على انتاج الشمال التونسي الذي يعد مساحات كبرى و 99% منها تعتمد على الأمطار و اختارت التوجه نحو استغلال الصحراء التونسية على غرار التجربة الجزائرية ، التي تعد موارد مائية كبيرة.

يأتي ذلك في ظل تواصل التغيرات المناخية و شح الامطار وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب و بحثا عن الأمن الغذائي و الاستغناء عن التوريد.

و قد اجرى المعهد العالي للزراعات الكبرى بالتعاون مع المعهد التونسي للبحوث الزراعية و معهم الأراضي القاحلة خلال الفترة الماضية البحوث و التجارب اللازمة التي كانت ناجحة و نتائجها واعدة و اثبتت

جدوى هذا التوجه و امكانية احداث انجاز قطب زراعي كبير بالجنوب التونسي يتأقلم مع التغيرات المناخية و يحقق جزء من الاكتفاء الذاتي من الحبوب و يقلص من حجم التوريد خاصة امام توفر جاهزية جزء هام من الأراضي على غرار سهل الرومان بمعتمدية ذهيبة الذي يمتد على مساحة 469 هكتار موزعة على 54 قطعة منها 364 هكتار مروية و ينتفع بها 51 فلاح و تضم 8 آبار مائية 4 منها مستغلة بنسبة تدفق تناهز 65 لتر في الثانية بالإضافة إلى عزيمة الشباب و رغبتهم في الاستثمار في قطاع الفلاحة حيث قاموا بتهيئة اكثر من 500 هكتار من المزارع و غراسة مايزيد عن 25 الف شجرة بين زيتون و أشجار أخرى مثمرة وذلك بدعم من السلط الجهوية و المحلية و عدد من المنظمات و الجمعيات حيث تم تجهيز 60 بئرا من بينها 40 يشتغلون بالطاقة الشمسية بالإضافة إلى الإرشاد و التوجيه و المتابعة و المراقبة المستمرة .

من جهة اخرى انطلق المشرفين على مشروع برنامج التنمية المندمجة بمعتمديتي ذهيبة ورمادة في دراسة امكانية احداث اكبر منطقة سقوية وطنية للزراعات الكبرى افق 2030 تعتمد على جلب المياه من الصحراء واستعمال الطاقات البديلة والمتجددة ، الرياح والشمس و”التوربيانات” لتوليد الطاقة وعدم الاعتماد على شبكة الشركة التونسية للكهرباء والغاز و استغلالها للزراعات الكبرى و الزياتين على مساحة آلاف الهكترات و احداث 100 بئر و 6 خزانات مياه عملاقة .

ويشار إلى أن وزير الفلاحة عبدالمنعم بالعاتي كان قد اشار إلى أن نجاح تجربة ذهيبة سيكون نقطة بداية لاعتماد الصحراء التونسية كعنصر اساسي في خلق الثروة و دعم الأمن الغذائي .

كما أفاد بلعاتي بأن يوم الخميس 30 ماي 2024 له نكهة خاصة و هو يوم تاريخي و يسجل بأحرف من ذهب باعتبار انطلاق عملية حصاد القمح من الصحراء التونسية و التوجه نحو استغلاها لانتاج الزراعات الكبرى و تركيز مجمعات للحبوب و المطاحن و استخراج السميد من الجنوب التونسي و بالتالي إضافة جديدة للدورة الاقتصادية و الثروة في تونس .

وأضاف بلعاتي بأنه سيتم تكثيف الزراعات الكبرى بالمنطقة خلال الموسم الفلاحي القادم و ستكون النتيجة أفصل بكثير

قائمة الموبايل