تداولت بعض وسائل الإعلام التونسية والعالمية تصريحاً لوزير التربية التونسي محمد علي البوغديري، برّر فيه ضعف الإقبال التونسي على المشاركة في الاستشارة الوطنية لإصلاح التعليم بالحرب على غزة.
من بين هذه المواقع التي تداولت هذا الخبر، صفحة قناة الجزيرة تونس على الفيسبوك بتاريخ 26 نوفمبر الجاري، تحت عنوان “وزير التربية التونسي: العدوان على غزة أثر في نسبة المشاركة في الاستشارة الوطنية لإصلاح التعليم”.
وفي نفس اليوم، نشر موقع القدس العربي خبراً تحت عنوان “انتقادات لوزير تونسي برر ضعف المشاركة في استشارة إصلاح التعليم بالعدوان على غزة”. وأشار ذات الموقع إلى أن تصريح الوزير التونسي تم نقله من تقرير مصور لإذاعة الديوان أف أم.
وبالبحث عن التصريح المنسوب للوزير التونسي، تبين أنه تم نشره فعلاً على الصفحة الرسمية لإذاعة “ديوان أف أم” بتاريخ 26 نوفمبر، في إطار تغطية صحفية لزيارة الوزير إلى المدرسة الإعدادية بالصخيرة من ولاية صفاقس.
ومن خلال هذا الفيديو، تبين أن البوغديري قال: “الاستشارة الوطنية تقدمت بخطى حثيثة لكنها تعطلت بعض الشيء في الوقت الذي جاءت فيه الأحداث في غزة. سنعود من جديد للاهتمام بالاستشارة الوطنية وسنحقق خطوات قادمة”.
وفي مرحلة ثانية، تواصلت إذاعة أوليس أف أم مع وزير التربية محمد علي البوغديري، الذي قال إن الجدل حول هذا التصريح مفتعل وغير مهم، وفق تعبيره.
وأوضح البوغديري: “ذكرت أن من بين الأسباب التي جعلت الاستشارة تتعطل بعض الشيء في الفترة الأخيرة هو أن الشعب التونسي بأكمله عاش بكل مشاعره وجوارحه وعقله مع الإخوة في فلسطين وفي غزة، وهذا أمر طبيعي جداً لأن التونسيين مهتمون ومتابعون للقصف ودك المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس بالصواريخ”.
وأضاف: “هذا لا يخفي أن هناك من يستثمر ويصطاد في الماء العكر، لكن نحن مع غزة قلباً وقالباً ومع شعبنا في فلسطين الصامد المقاوم بالممارسة على الميدان من أعلى هرم في السلطة. وبالتالي لا فائدة من التوظيف الرخيص ربما لبعض التصريحات من هنا وهناك”.
من جانب آخر، أشار البوغديري إلى أن الاستشارة الوطنية لإصلاح التعليم انطلقت منذ 15 سبتمبر، وانطلقت في البداية ببطء، ثم شهدت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر تطوراً ملحوظاً، حيث مرت من 35 ألف مشارك إلى قرابة 280 ألفاً في ظرف أسبوع.
وانطلاقاً من كل هذه المعطيات، فإن التصريح المنسوب لوزير التربية، محمد علي البوغديري، الذي ربط فيه بين ضعف الإقبال على المشاركة في الاستشارة الوطنية لإصلاح التعليم والحرب على غزة، هو تصريح صحيح، ولكن وقع التضليل في تأويل فهم السياق العام لحديث وزير التربية.
سوسن الوليزي