اُسدل السّتار مساء امس الاحد بمدينة مدنين عن فعاليّات الدّورة السّابعة لمهرجان فنّ الأداء المنتظمة بين 24 و 26 من شهر نوفمبر من قبل مركز البحث للإنتاج الفنّي فضاء ” المسرح الصّغير” وجمعيّة المسرح الصّغير لمديرها الفنّان المسرحيّ أصيل الجهة ” كريم خرشوفي” وذلك في التزام فنّيّ مستمرّ رايته “نحبّ ما نعمل “.
كُلّلت الدّورة حسب ما أفادت الشاعرة وفاء بوعتور رئيسة لجنة الاعلام لاذاعةأوليس أف أم بعرض لفلم”BEHIND” بفضاء آرطو الثّقافي حضره أهل الذّكر من الجمعيّاتيين والقانونيّين والأخصائيّين النفسانيّين والاجتماعيبن والمهتميّن للشّأن الثّقافي العام بالبلد.
وفي أجواء غامرة بالمحبّة والغيرة على حقوق المبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصّة طُرح إثر العرض في حلقة نقاش سيّرها ربيع بن سعيد باحث في القانون أهمّية الحاجة لفعل ثقافي حقيقي لانجاز مشاريع مسرحيّات أفلام على غرار “احكيلي” التي تبوّأ بطولتها وأدوارها موهوبون من ذوي الإعاقات العضويّة ولقيت استحسانا وحماسا واسعا في ظلّ حضور جماهيريّ لافت بالمركّب الثّقافي بمدنين وذلك في محاولة لتعميم التّجربة واستحثاث الدّولة لخلق بديل ثقافي جديد دامج لكلّ الفئات الاجتماعيّة خاصّة ذوي الإعاقات العضويّة.
وتجدر الملاحظة بحسب ذات المصد ر أن هذه النّسخة لسنة 2023 من مهرجان فنّ الأداء تميزت بتنويعة ثريّة من العروض الفنيّة التوعويّة، المحسّسة والنّاصرة للحقّ الفلسطينيّ: “اللّوحة الافتتاحيّة الغنائية عصافير القدس”، مسرحيّة”حمّام الشّط” للمخرج التّونسي كمال الصغيّر ، الكوكتال الجداري المقاوم المُنجز على واجهة المدخل الرئيسي التّلمذي للمدرسة الإعداديّة حيّ الزيتوني طريق بني خداش بمدينة مدنين للفنّان بلال الرّواحي، وغيرها من فقرات ثقافيّة “مسرحيّة PLAN B” وسلسلة تربّص في فنّ الميم… كما لم يغب حظّ النّاشئة من الفرجة والتّثقيف والضّحكة “مسرحيّة شرشور” في فضائهم الثّقافي الحميم “المسرح الصّغير” الذي ازدان طيلة أيّام الكرنفال بما راق وبهر من لوحات تشكيليّة ضمن معرض الرّسامة الشّابة من فاقدي السّمع والنّطق نرمين عبد النّاظر.
وُقّع عطر اختتام مهرجان فن الأداء بحسب محدثتنا في حُلّته السّابعة بمنح شهائد الشّكر وتكريم المشاركين من قبل مدير المهرجان فنّ الأداء من أصحاب الاحتياجات الخصوصيّة الشّاب نصر محضاوي وكلمة عرفان وامتنان ألقاها مدير جمعيّة المسرح الصّغير الأستاذ كريم الخرشوفي لكلّ من ساهم بالفرشاة والسّاعد والفكرة والحنجرة والألوان والإيماءة والعدسة والصدى أو أي أشكال التّعاون والتنظيم والتّنسيق والتّأطير والحرص والبذل والوفاء لإنجاح هذه التّظاهرة. في انتظار تطلّعات الدّورات القادمة لفستيفال فنّ الأداء يبقى الفنّ المُقاوم جدوى مستمرة لا أنجع منه قوّة واقتدارا وفاعليّة على معالجة الذّوات وتثوير العقليّات وتحدّي الضّعف والحزن والقنوت والفشل والعجز وتطوير المجتمعات، لسنا مهزومين ما دمنا نقاوم على قولة الكاتب الثّوري المناضل آرنست تشي جيفارا .
**وفاء بوعتور
**تصوير : نعيم بن ربيع