تعييش ولاية مدنين يوم الثلاثاء 14جانفي على وقع تاريخ نهاية حكم الرئيس زين العابدين بن على الذي حكم تونس لمدة 23 سنة بعدما ان اخد الحكم عن اول رئيس للجمهورية الحبيب بورقيبة يوم 7 نوفمبر 1987 و بحلول تاريخ 14 جانفي سألت أوليس أف أم عدد من المهتمين بهذا الموعد هذا السؤال : 14جانفي 2011..14جانفي 2020 ماذا بقي وماذا تغير؟
فتعددت الآراء والمواقف ونترك لهم حرية التعليق …
رياض البشير : ناشط في المجتمع المدني تسع سنوات مرت على ثورة صنعها الشباب لكن للأسف نتائجها لم ترتقي إلى ما كان يأمل… في ولاية مدنين كان هنالك امل في تحسين وضع الولاية اقتصاديا واجتماعيا،. كان هنالك امل في تعزيز استثمارات القطاع الخاص لامتصاص نسبة البطالة العالية، كان هنالك امل في تعزيز التعاون مع ليبيا وبعث استثمارات مشتركة، كان هنالك امل في تعزيز دور الشباب في اتخاذ القرار، كان هنالك امل في اقتناع السلط المحلية بأهمية دور المجتمع المدني وضرورة مشاركته في اتخاذ القرارات وحضوره في الجلسات، لكن ذلك لم يتحقق..
اليوم أصبح عديد الشباب يفكر في الهجرة السرية، اليوم أصبحت الولاية ملاذا لطالبي اللجوء.. اليوم عديد المشاريع التي برمجت لم تتحقق على أرض الواقع وبقيت وعود انتخابية…ولكن الأمل دائما موجود لتحسن الوضع، اليوم يوجد في الولاية تحسن منذ بعض السنوات في البنية التحتية كمد الطريق السيارة وتهيئة ميناء جرجيس والمنطقة اللوجستية ببن قردان لكن ذلك يتطلب التدعيم من خلال انجاز جسر الجرف اجيم ومن خلال انجاز الطريق الحزامية بمدنين ومن خلال انجاز كلية الطب وتعزيز مستشفى مدنين الجامعي بالاطارات الطبية وبالتجهيزات اليوم يامل الشباب في تحقيق أهداف الثورة، تحققت الحرية والديمقراطية وننتظر تحقيق التنمية الجهوية والمحلية .
سميرة ناجح : كاتبة وناشطة في المجال الثقافي كغيره من الميادين تاثر الميدان الثقافي بولاية مدنين بعدما ان الت اليه الظروف بعد 14جانفي 2011فقد عاش نوعا من الانكماش والتراجع غير ان الامور بدات تتحسن في السنين الاخيرة وعادت الروح الي الفضاءات الثقافيةوشهدت ولاية مدنين العديد من الانشطة والبرامج والمهرجانات وكذلك بعث العديد من الفضاءات الخاصة بمبادرات شبابية تذذكر فتشكر .
عادل بن محمود : ناشط في المجتمع المدني منذ 14جانفي 2011الي غاية 14جانفي 2020عانت ولاية مدنين طيلة هذه الفترو المتدة على مدي 9سنوالت العديد من الوعود في العديد من المجالات نذكر منها عدم انجاز كلية الطب -السكة الحديدية عبر الجرف-القنطرة جربة اجيم -الجرف -المنطقة اللوجستيةببن قردان وغيرها من المشاريع المعطلة على مدي تعاقب الحكومات رغم المجهودات المبذولة من السلط الجهوية والمحلية لمحاولة دفع عجلة التنمية بهذه الولاية التي تتميز بموقعها في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية وبمعابرها الثلاث الجوي والبحري والبري اضافة الي تضاريسها المتكونة من السواحل والسهول والجبال ورغم كل هذه الامتيازات تم تصنيقها من الولايات التي تتمتع بالتمييز الايجابي. املنا في الحكومة المقبلة تتدارك اخطاء سابقاتها وايلاد ولاية مدنين المكانة التي تستحقها .
هيثم حمدي : ناشط في المجتمع المدني والثقافي اليوم نعيش على مسافة تسع سنوات من الثورة التونسية ذلك الحلم الذي بزغ ذات شتاء على ايقاع ديقاج ..ديقاج ثورة كان محركها الاول هو الشباب الذي خرج منتفضا ليقول لا للتهميش والبطالو ونعم للحرية والكرامة لكن تعددت الحكومات وكثرت الوعود والتسويفات ولاشيئ تغير غير ارقام السنةحتي ان الثورة تم تحويل وجهتها وتغيير مسارها لا تخدم تونس وشعبها ولا تستجيب لطوحات التونسي الحالم بعيش كريم وحياة افضل.
واليوم بعد تسع سنوات مضت ستحيي الحكومات او الشعب عيد الثورة والشباب 14 جانفي في كامل البلاد في ظل وضع اقتصادي لا يبعث على الارتياح فلا شيئا تحقق بين الامس واليوم سوي بعض المكاسب من الحريات والتي تبقي دائما رهينة تدافعات ايديولوجية وقد تعيدنا الي المربع الاول ولعل سبب انتكاشة ثورتنا يعود الي كوننا لم ندرب عقولنا علي الثورة لكن رغم هذه الضبابية التي ترتسم علي بلور تونس الحبيبة نجد الشباب يقدم دروسا في الابداع في شتي المجالان رغم محدودية الامكانيات ان لم نقل انعدامها .
وولاية مدنين عموما لايختلف وضعها عن الوضع العام الذي تعيشه البلاد منطقة مهمشة لكنها تعج بالطاقات الشبابية في المسرح والموسيقي والرقص والرسم ورغم هذا لم يجد الشباب فضادات تستوعب طاقاته ومواهبه مع غياب الدعم للشباب المتحصل علي بطاقات الاحتراف الفني في مجالات فنية عديدة فمدينة جربة حومة السوق دار الثقافة بها مغلقة الي حد اليوم وهي المتنفس الوحيد للشباب والمكتبة العمومية بالماي مغلقة والمركب الثقافي بدربة ميدون اولاد عمر لم تكتمل اشغاله التي توقفت اشغاله منذ اندلاع الثورة وهو الان في حالة يرثي لها حتي اصبح خرابا باتم معني الكلمة .
كل هذه المشاريع وغيرها معطلة بولاية مدنين وكثرت فيها الوعود من طرف الحكومات المتعاقبة ولا حياة لمن تنادي ونحن نعيش اليوم الذكرى التاسعة للثورة اتذكر بيت الشاعر المتنبي عن العيد عيد باي حال عدت يا عيد بما مضي ام بامر فيك تجديد نعم أتى عيد الثورة والشباب وهذا حال الثورات السياسية التي لاتكون ثقافية في عمقها فالرهان اليوم يجب ان يكون بالاساس علي بناء العقول من خلال التعليم والثقافة واعطاء الشباب فرصته في المبادرة وحقه في العمل والابداع فهو الوحيد القادر علي رسم مستقبل افضل لتونس حلم بها ذات ثورة …
ميمون التونسي