نحيي هذه السنة الذكرى 410 لتهجير الأندلسيين من إسبانيا بموجب مرسوم الملك الإسباني فيليب الثالث يوم 22 سبتمبر 1609 وإستقرار قرابة المائلة ألف منهم بالبلاد التونسية وتأسيسهم لعديد المدن والقرى بشمال البلاد التونسية مثل تستور والعالية وقلعة الأندلس وطبربة وسليمان وقرنبالية وغيرها… وعلى الرغم من إندماج هؤلاء المهجرين بشكل شبه كلّي ضمن المجتمع التونسي منذ القرن الثامن عشر، لازالت المدن والقرى الأندلسية تحتفظ بالعديد من عناصر التراث المادي وغير المادي يستدعي الإهتمام به وصيانته وترميمه وتثمينه. وبهذه المناسبة، تنظم الجمعية التونسية للتراث المشترك “ثقافات”،حسب ما أفاد به رئيس الجمعية فتحي الجراي لإذاعة أوليس أف أم والتي تعمل على تنمية الوعي بأهمية التراث المشترك وإبراز دوره في المصالحة بين الشعوب والثقافات، يوم السبت 16 نوفمبر 2019 بمدينة تستور الدورة الأولى لــ “يوم التراث الأندلسي” وذلك بالتعاون مع دار الثقافة إبراهيم الرياحي وجمعية تراث تستور. ومن المنتظر أن يتضمن البرنامج معرض للتراث الأندلسي و ندوة علمية سييتم التطرق فيها لبعض أوجه هذا التراث وزيارة ميدانية ووصلة موسيقية من المالوف وعرض لشريط وثائقي يجسّم ظروف وملابسات تهجير الجالية الأندلسية وإستقرارها بالبلاد التونسية. وتناغما مع موضوع هذه التظاهرة والهدف من تنظيمها، حرص المنظمون على الإهتمام أيضا بالتراث الغذائي الأندلسي من خلال توفير فرصة لتذوق لبعض الأكلات الأندلسية الأصيلة التي سيتم إعدادها على شرف المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية. وتهدف الجمعية التونسية للتراث المشترك “ثقافات” من خلال تنظيم هذه التظاهرة التي تطمح أن تكون سنوية وتتزامن كل سنة مع تاريخ صدور المرسوم المذكورسابقا ، تهدف إلى التذكير بالمأساة التي تعرض لها الأندلسيون أثناء عملية تهجيرهم وعلى حسن الإستقبال الذي حظوا به في البلاد التونسية ولفت إنتباه السلط المعنية إلى هذا التراث وضرورة المحافظة عليه وصيانته وبعث متحف شامل للتعريف به وتثمينه. هذا وقد لاقت هذه المبادرة إستحسان أغلب الجهات الرسمية القائمة على التراث في هذه المدن من بلديات وجمعيات صيانة مدن وغيرها بل وقد عبّر البعض على إستعداده لغستضافة النسخة الثانية من هذه التظاهرة خلال السنة القادمة. ميمون التونسي