تحتضن جزيرة جربة من 30 نوفمبر 2018 إلى 02 ديسمبر القادم ملتقا دوليا حول شجرة الزيتون تحت عنوان ” الزيتونة في الفكر والثقافة ” في دورته الأولى بمتحف العادات و التقاليد بجربة و يشرف على تنظيم هذه التظاهرة جمعية ” تازامورت ” بمشاركة و حضور حوالي 45 باحثا ينتمون إلى 24 مؤسسة جامعية وبحثية من 12 بلدا .
وسيتم خلال أشغال الملتقى تقديم مداخلات علمية في محاور عديدة تتعلق بدور شجرة الزيتون في الطبيعة و أصالتها في التاريخ القديم وأهميتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحضورها في جميع أشكال الآداب والفنون ودورها في التحولات المناخية.
كما سيتم تنظيم أنشطة ثقافية وفكرية موازية لأشغال الملتقى، تتمثّل في سهرة أدبية موسيقية يؤثثها شعراء من جزيرة جربة، يلقون خلالها قصائد عن شجرة الزيتون، مع مصاحبة موسيقية على آلة العود وأغانٍ حول هذه الشجرة.
إضافة إلى سهرة سينمائية تعرض فيها أشرطة وثائقية حول شجرة الزيتون، فضلا عن تنظيم معرض جماعي للفنون التشكيلية بفضاء متحف العادات و التقاليد بحومة السوق يشارك فيه رسامون ونحاتون وفوتوغرافيون من تونس وخارجها. هذا و يتنزّل هذا اللقاء ضمن الجهود المبذولة لإدراج جزيرة الأحلام ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وتسجّل التظاهرة مشاركة 12 بلدا هي تونس والجزائر والمغرب والكوت ديفوار وفرنسا وسويسرا وإيطاليا ومونتينيغرو وتركيا ولبنان، بالإضافة إلى فلسطين التي ستكون ممثلة بالأكاديمي والفنان التشكيلي رائد يوسف القطناني حيث سيعرض لوحتيْن من إنجازه تجسّد إحداهما بيتا شعريّا للشاعر الراحل محمود درويش يقول فيه ” لو يذكر الزيتون غارسه، لصار الزيت دمعًا “.
وأفاد رئيس جمعية “تازامورت ” عماد بن صالح في تصريح لراديو أوليس أف أم أن الملتقى سيهتمّ أيضا بشجرة الزيتون رمز النضال الفلسطيني ضدّ الاحتلال الإسرائيلي وهي أيضا رمز للأرض والصمود والمقاومة، مضيفًا أن الأكاديمي رائد يوسف القطناني سيقدّم كذلك مداخلة بعنوان ” حضور الزيتونة في الإرث النضالي الفلسطيني شعرا وفنا “.
وأكد بن صالح أن تنظيم مؤتمر دولي حول شجرة الزيتون يهدف إلى تثمين شجرة الزيتون كتراث طبيعي وكتراث مادي ولامادي (شعر، أهازيج)، إلى جانب الإستعداد لإنجاز فيلم وثائقي يقدم بعمق معطيات عن شجرة الزيتون، قائلا ” وهذا هو الهدف الذي نصبو إلى تحقيقه على المدى المتوسّط نظرا لما يتطلّبه الاشتغال على الفيلم من إمكانيات مادية “. أمّا الهدف بعيد المدى، وفق عماد بن صالح، فيتمثّل في بعث متحف للزيتونة من أجل حفظ الذاكرة والتعبير عن الهويّة.
و نذكرأيضا أن كلمة ” تازامورت ” هو مصطلح أمازيغي يعني شجرة الزيتون، وقد تأسّست جمعية ” تازامورت ” بجربة سنة 2014. وأطلق المؤسسون الاسم الأمازيغي لشجرة الزيتون على الجمعية، للتأكيد على أن هذه الشجرة وُجدت في شمال إفريقيا قبل مجيء الفينيقيين إلى المنطقة، بحسب عماد بن صالح.